قراءة في أوراق مجموعة فلسطين في بطولة غرب آسيا


[قرائة في مجموعة فلسطين بدورة غرب اسيا

قراءة: إبراهيم ربايعة/قليلة هي اللقاءات السابقة التي جمعت المنتخبين الفلسطيني والإيراني، فهي لم تتجاوز الواقعتين، كانت الاولى في عمان العام 2000 والتي شهدت انطلاق هذه البطولة وقد حملت هذه المباراة التعادل الايجابي مع افضلية واضحة لايران حيث صمد منتخبنا الوطني امام سيل الهجمات واستبسل اللاعبون في الذود عن مرماهم والخروج بالنتيجة البيضاء، اما المباراة الثانية فقد كانت لصالح ايران وبنتيجة هدفين دون مقابل] اما البطولة الحالية فنحتاج لالقاء نظرة على حال المنتخبين واستعداداتهما المسبقة قبل الوصول للبطولة، فقد كانت استعدادات المنتخب الفلسطيني هي الافضل منذ سنوات من حيث التجمع وخوض عدد لا بأس به من المباريات التجريبية والتي وصل من خلالها لاعبو المنتخب لدرجة جيدة من الانسجام والتفاهم، بالاضافة الى توفير ال*انات المادية والدعم المعنوي من قبل جميع الاطراف، ولكن هذه الاستعدادات يقودها مدير فني حديث العهد على المنتخب لم يكن له تجربة سابقة في بطولات رسمية، ما يجعل الغموض يحوم حول اسلوبة وقدرته على الخروج بافضل النتائج، بالإضافة الى تغيب عدد مهم من طيورنا المهاجرة وعدم استقدام كافة الاوراق المتاحة والتي كانت من الممكن ان تمثل اضافة نوعية لشكل ومضمون الوطني، ولكن الروح المعنوية العالية التي ميزت المنتخب دوماً تعد ابرز الأوراق التي يراهن عليها الجمهور الفلسطيني. وابرز لاعبي المنتخب الوطني الفلسطيني المدافع المخضرم وقائد الفريق صائب جندية وعبد اللطيف البهداري وحارس الاهلي المصري رمزي صالح و فهد عتال و فادي لافي وتيسير عامر ووسيم عبد الهادي وعامر الابطح، وتتميز المجموعة الحالية بدمجها بين الخبرة والشباب ولاعبي الوطن وبعض المحترفين في الدول العربية. ان المنتخب الفلسطيني غالباً في مبارياته التي خاضها كان يعتمد على خطط دفاعية تعتمد على احكام المنافذ والمنطقة والهجوم المعاكس المضاد في اللحظة المناسبة دون المغامرة، ولكن المنتخب يعاني من الضعف امام الكرات الثابتة وفق ما ظهر خلال اللقاءات التجريبية، اضافة الى وجود خلل في الترابط بين الوسط والهجوم بدليل قلة الغلة التهديفية في هذه اللقاءات المنتخب الايراني يدخل البطولة ضمن استعدادته لتصفيات قارة آسيا المؤهلة لكأس العالم 2010 بمرحلتها النهائية، ايران لم تخض مباريات استعدادية لهذه البطولة منذ انقضاء المرحلة الثالثة من التصفيات المذكورة، فقد تم الغاء العديد من المباريات لاسباب سياسية، ولكن المنتخب خاض معسكره التدريبي في اسبانيا دون اجراء اي مباريات تجريبية، ايران تخوض البطولة على ارضها وبين جمهورها المساند القوي لمنتخبه، وشهد المنتخب عدم استقرار وثبات في الجهاز الفني والرضا من قبل اللاعبين عن اداء الاتحاد المحلي على فترات مختلفة منذ بداية العام الحالي الا انه اتجه نحو الاستقرار مع نهاية أيار المنصرم ]وابرز لاعبي المنتخب الايراني المخضرمان وحيد هاشيميان و رحمان رضائي رسول خطيبي وجواد كاظيميان وجواد نيكونام وحسين كعبي والحارس ابراهيم ميرزر، ومن خلفهم المدرب صاحب الانجازات الاسطورية ايرانياً علي دائي] المنتخب الايراني يعتمد على القوة الجسمانيةللاعبيه ووجود مجموعه من اصحاب الطول الفارع مقارنة مع لاعبي المنتخبات المقابلة ما يسمح لهم بالتميز في العاب الهواء داخل الصندوق بالاضافة للسرعه وعدم الاحتفاظ بالكرة ما يسهل الاعتماد على خطة مرنة تركز الجهد على الاطراف بالاضافة لاستغلال الكرات الثابتة التي كما تحدثنا تفرض له التميز امام مرمى الخصم المباراة الثانية مع المنتخب القطري الذي نعرفه جيداً حيث جمعتنا واياةاالعديد من المباريات التي تميزت بالندية والقوة حيث التقى المنتخبان ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2002 وكانت الغلبة لقطر ذهابا وإياباً بهدفين لهدف و تغلبت قطر على الوطني بهدفين لهدف ضمن تصفيات كأس آسيا التي اقيمت في الصين العام 2004 في مرحلة الذهاب وتعادل الفريقان بهدف لهدف إياباً، اما الفوز الوحيد فقد كان في العام 1999 بهدف يتيم . العنابي يدخل البطولة حاله حال ايران من حيث الاستعداد والاعداد لولوج كأس العالم 2010عبر المرحلة النهائية من التصفيات ، مع فارق ان قطر وصلت لهذه المرحلة بشق الانفس وبنتيجة مباراتها الاخيرة مع العراق حيث كانت المجموعة قوية تضم الى جانب العراق وقطر استراليا والصين، ولكن قطر تدخل هذه البطولة بمنتخب رديف يقوده جهاز تدريبي وطني بإشراف محمد العماري، ودون اشراك نجوم المنتخب الأول الذين يعسكرون في اسبانيا ضمن برنامجهم الاعدادي القوي للمرحلة النهائية من تصفيات كأس العالم، ولكن الاستفادة هنا تكمن بالنسبة للعنابي في اعطاء كامل الفرصة للاعبي المنتخب الرديف وانتقاء الافضل منهم لرفد الفريق الأول.] الوضع في الجانب القطري يبعث على الغموض وعدم وضوح الرؤية، فمن جهة اللعب مع الفريق الرديف يعتبر فرصة لمنتخبنا لوصول المربع الذهبي بسهولة كبيرة، لكن المشكلة تكمن في عدم تكوين اي فكرة عن هذا الفريق الذي يلعب بقيادة جهاز محلي قد يختلف في اللون والطعم والرائحة عن العنابي التقلدي الذي تميز بالسرعة والقوة والأداء الخاطف ]وهنا ينبغي على الجهاز الفني واللاعبين قراءة الواقع الكروي لهذه البطولة بصورة دقيقة متأنية دون اي التباس، والتعامل مع كل منتخب وفق ظروفه واناته واستغلال كافة قدرات اللاعب الوطني، متسلحين بالعزيمة والنظرة الثاقبة، ومحافظين قدر ال*ان على اهمية الاداء القوي في اللقاء الأول امام ايران خاصة وانها تلعب امام جمهورها، وتتسلح بعشرات الآلاف داخل الملعب.